الرجل الفيتروفي: السر الذي أخفاه ليوناردو دافنشي لقرون
لطالما اعتُبر الرجل الفيتروفي رمزًا للجمال المثالي والتناسق الهندسي، ولكن ما لم يُكتشف حتى وقت قريب هو أنه يحتوي على "خوارزمية سرية" استُخدمت عبر قرون لتطبيق ما يُعرف بـ"النسبة الإلهية". هذه الخوارزمية ليست مجرد رمز رياضي، بل كانت دليلًا سريًا اعتمده الفنانون والمهندسون لتحقيق الكمال في أعمالهم، بدءًا من القرن الرابع وصولًا إلى القرن الثامن عشر.
خدعة ليوناردو الدفينة
كشف مؤرخ الفن "روبرتو كونكاس"، المدير السابق لمتاحف كالياري الوطنية، عن سر مذهل في الرجل الفيتروفي: الرسم لا يُظهر رجلًا واحدًا فقط، بل رجلين – وربما ثلاثة – من أعمار مختلفة! والأكثر إثارة، يمكن الكشف عن هذه الصور المخفية باستخدام مرآة عادية.
"كان الأمر أشبه بفتح صندوق يحتوي على ألغاز متداخلة"، يقول كونكاس. "كل اكتشاف قادني إلى ثلاثة أسرار جديدة". باستخدام القياسات الدقيقة وتقنيات المرايا، وجد أن الرسم يتبع قواعد هندسية صارمة كانت تُنقل سرًا بين ورش العمل الفنية، تحت إشراف الكنيسة.
النسبة الإلهية: علم وفلسفة مخفية
وفقًا لكونكاس، استُخدمت هذه القواعد لإنشاء أعمال فنية مذهلة مثل الموناليزا وبيتا لمايكل أنجلو. هذه القواعد، التي تضمنت مفاهيم رياضية متقدمة مثل "الدوامة المزدوجة"، كانت تُعتبر أساسًا لفن "النظام العالمي". من خلال قياسات دقيقة، مثل قياسات الذراعين المختلفة في الرجل الفيتروفي، يمكن الوصول إلى أرقام تعكس تناسبًا مذهلًا، مثل الرقم 225.5 والرقم 180.
عبقرية ليوناردو ورؤية مختلفة للعالم
كان ليوناردو مدركًا تمامًا لأهمية هذه القواعد، ويُعتقد أنه لجأ إلى خدع بصرية وهندسية لضمان بقاء هذا العلم محفوظًا. حتى ابنته المعالجة النفسية ساعدت كونكاس على التوصل إلى استنتاج مذهل: "الدائرة" الشهيرة في الرجل الفيتروفي ليست مجرد دائرة، بل "دوامة مزدوجة" تحمل في طياتها فلسفة قديمة جدًا.
هل نعيد النظر في تاريخ الفن؟
يكشف هذا البحث عن أسرار لم تكن معروفة من قبل، ويضع أعمالًا فنية أيقونية في سياق جديد تمامًا. الرجل الفيتروفي لم يعد مجرد رسم؛ بل أصبح خريطة لعالم مخفي من الرياضيات، والفلسفة، والفن، يعكس عبقرية ليوناردو وثراء عصره.
هل يمكن أن نرى أعمالًا أخرى بعيون جديدة؟ ربما تحمل المزيد من اللوحات الشهيرة أسرارًا تنتظر من يكتشفها.