كيف استخدم نيلز بور ذكاءه غير التقليدي ليتفوق في امتحان الفيزياء؟

 

هل سمعت من قبل عن طالب واجه سؤالًا صعبًا في امتحان الفيزياء واستطاع الإجابة عليه بطريقة فريدة وغير تقليدية جعلت معلمه يشعر بالذهول؟ هذا بالضبط ما فعله نيلز بور، العالم الذي حاز لاحقًا على جائزة نوبل في الفيزياء. إليك القصة الكاملة وكيف استطاع هذا العبقري الدنماركي أن يحول موقفًا صعبًا إلى أحد أشهر القصص في عالم الفيزياء.

في إحدى امتحانات الفيزياء بجامعة كوبنهاجن، جاء السؤال التالي: "كيف يمكنك قياس ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام باروميتر (جهاز قياس الضغط الجوي)؟" هذا السؤال البسيط يهدف إلى اختبار معرفة الطالب بكيفية استخدام الأدوات العلمية لقياس ارتفاعات المباني من خلال الضغط الجوي.

كتب نيلز بور إجابته بطريقة لم يكن يتوقعها أستاذه على الإطلاق. قال بور ببساطة: "يمكنني ربط الباروميتر بحبل طويل، ثم دليه من أعلى ناطحة السحاب حتى يصل إلى الأرض، وهكذا أستطيع قياس طول الحبل لمعرفة ارتفاع الناطحة."

بالرغم من أن هذه الإجابة صحيحة من الناحية العملية، لكنها بعيدة كل البعد عن استخدام الباروميتر بطريقة فيزيائية تقليدية! شعر الأستاذ بأن بور لم يُظهر أي فهم للفيزياء من خلال هذه الإجابة، وقرر رسوبه في الامتحان.

لم يتقبل نيلز بور قرار الرسوب وأصر على أن إجابته صحيحة، إذ تمكن من قياس ارتفاع الناطحة كما طلب السؤال. بعد إصرار الطالب على موقفه، تم تعيين خبير للنظر في القضية، فوجد الحكم أن إجابة نيلز بور صحيحة من الناحية النظرية، لكنها لا تدل على فهمه العميق لمادة الفيزياء.

قرر الخبير منح بور فرصة أخرى، فطرح عليه السؤال مرة أخرى شفويًا. وما كان من نيلز بور إلا أن قدّم مجموعة من الإجابات المبدعة، التي أظهرت مدى ذكائه وقدرته على التفكير خارج الصندوق:


1. الإجابة الأولى: قال بور: "يمكنني إسقاط الباروميتر من أعلى ناطحة السحاب، وقياس الزمن الذي يستغرقه حتى يصل إلى الأرض. باستخدام قانون الجاذبية، يمكنني حساب الارتفاع."



2. الإجابة الثانية: "إذا كانت الشمس مشرقة، يمكنني قياس طول ظل الباروميتر وطول ظل ناطحة السحاب، وباستخدام قانون التناسب بين الطولين، يمكنني معرفة الارتفاع بسهولة."



3. الإجابة الثالثة: "للحصول على حل سريع ومباشر، يمكنني أن أقدم الباروميتر هدية لحارس الناطحة مقابل أن يخبرني بارتفاعها!"



4. الإجابة الرابعة (الإجابة الفيزيائية): أخيرًا، قال بور: "إذا أردتُ استخدام الباروميتر بالطريقة الفيزيائية، يمكنني قياس الفرق في الضغط الجوي بين سطح الأرض وسطح ناطحة السحاب."

كانت هذه الإجابة الأخيرة هي التي أظهرت فهم نيلز بور العميق لمبادئ الفيزياء، لكن الإجابات الأخرى أظهرت جانبًا آخر من شخصيته؛ القدرة على الإبداع والتفكير بطرق غير تقليدية. في النهاية، نجح بور في الاختبار، وأثبت أن الذكاء لا يقتصر على حفظ القوانين، بل يمتد إلى كيفية استخدام التفكير المبتكر لحل المشكلات.

هذه القصة لا تقتصر على امتحان جامعي فقط؛ إنها درس في الإبداع وتحدي الطرق التقليدية في حل المشكلات. العالم لا يحتاج إلى أشخاص يتبعون القواعد بدقة فقط، بل إلى من لديهم الشجاعة للخروج عن المألوف. إذا واجهت سؤالًا صعبًا في حياتك، حاول التفكير كما فعل نيلز بور: بشكل غير متوقع، إبداعي، وربما غير تقليدي.

Next Post Previous Post