بورياس وأوريثيا: لوحة تُجسد الأسطورة القديمة
لوحة "بورياس وأوريثيا" هي عمل فني من عام 1776 رسمه الفنان الإيطالي جيوفاني باتيستا تشيبرياني، وتُجسد لحظة محورية من الأسطورة اليونانية المستوحاة من كتاب "التحولات" للشاعر الروماني أوفيد. تجسد اللوحة قصة حبّ قسرية وغير تقليدية بين الإله بورياس، إله الرياح الشمالية والشتاء، وأوريثيا، ابنة الملك الأثيني إريخثيوس.
القصة وراء اللوحة
كانت أوريثيا معروفة بجمالها الفاتن، وقد أُعجب بها بورياس وأراد أن يتزوجها. حاول الإله بكل الوسائل اللطيفة والمشاعر الجياشة إقناعها بالزواج منه، لكن أوريثيا رفضت تقدمه، معتبرة إياه أقل جاذبية مقارنةً بالعديد من آلهة وأبطال الأساطير.
ورغم المحاولات السلمية والفشل المستمر، لم يستطع بورياس قبول الرفض، فانتقل إلى أسلوبه العنيف والمميز كإله للرياح. وفي لحظة من القوة العارمة، اختطفها بينما كانت تتجول بجانب نهر إليسوس في أثينا. لفها في سحب الرياح العاتية وأخذها إلى مملكته في تراقيا.
العنف والحب في الأسطورة
رغم العنف الذي يميز هذه القصة، فإنها تنتهي بشكل غير تقليدي. فقد أصبح بورياس وأوريثيا زوجين، وأنجبت أوريثيا منه أربعة أبناء، ليُعتبر هذا التزاوج بين القوة الطبيعية والجمال البشري واحدًا من القصص المعقدة التي تجمع بين الحب والمصير القاسي.
رمزية العمل الفني
تعكس لوحة "بورياس وأوريثيا" الصراع بين العاطفة والسيطرة، وهي صورة غنية بالرمزية حول القوة المدمرة للطبيعة وقوة الإرادة البشرية. تُمثل اللوحة لحظة اختطاف أوريثيا على يد بورياس، حيث يظهر الإله وهو يحملها في سحب الرياح، مما يعكس تفاعل الأشكال الجسدية والرمزية التي تتداخل في الأسطورة اليونانية.
تظل "بورياس وأوريثيا" لوحة فنية تُحاكي معاني الأسطورة القديمة من خلال الألوان والأشكال التي تُجسد الصراع بين الحب والقوة. يظل هذا العمل شاهدًا على كيفية دمج الفنان التشكيلي بين الأساطير اليونانية والعواطف الإنسانية، مما يجعل اللوحة تحفة فنية تحمل في طياتها دروسًا عن القدر والمقاومة.