تارتاريا الكبرى
في زمن بعيد، كان هناك عالم آخر مختلف عن الذي نعرفه اليوم. حضارة متقدمة للغاية، تُدعى تارتاريا الكبرى، كانت تحتل مكانة لم يصل إليها الإنسان بعد. كانت تمتلك تقنيات تفوق حتى ما نعتقد أنه مستحيل. خرسانة جيوبوليمرية، ذات قوة لا تُصدَّق، تزداد صلابة بمرور الوقت، وهياكل حديدية وزجاجية ضخمة، تعلوها قباب وأبراج معدنية، كانت تنتشر في جميع أنحاء الأرض.
لكن تلك الحضارة اختفت فجأة، وكأنها لم تكن موجودة. في غضون قرن واحد، مُحيَت من كتب التاريخ، تاركة وراءها آثارًا غامضة لا تزال تقاوم الزمن. أبراجها، محطات السكك الحديدية، وحتى تقنياتها الغريبة التي كانت توزع طاقة مجانية من الهواء، كلها ما زالت موجودة... ولكنها مهجورة.
ومع مرور الزمن، تغير كل شيء. تم تدمير تقنيات الطاقة الحرة، واستبدلت بنظام الكهرباء التقليدي، الذي يعتمد على الأسلاك والكابلات لتحقيق الأرباح. ما بقي من مبانيها الرائعة تم تدميره عمدًا، وحُوِّل الباقي إلى كاتدرائيات ضخمة ومراكز حكومية، لتختفي معالم تلك الحضارة في طيّات التاريخ.
لكن هل كانت تلك الحضارة حقًا مجرد خرافة؟ أم أن هناك من أراد طمس آثارها؟ الحقيقة تُخفى عن الأنظار، والتاريخ كما نعرفه قد يكون مجرد كذبة كبيرة، محاها الزمن بأيدٍ خفية.
هل يمكن أن تكون تارتاريا قد عاشَت في مكان ما في الظلال، تنتظر أن تُكتشف من جديد؟