اكتشاف سفينة "بوم جيسوس"

 


كنز في قلب الصحراء: اكتشاف سفينة "بوم جيسوس" المفقودة


في مشهد درامي تتناثر فيه الرمال، وفي مكان يبدو بعيدًا عن أي أثر للحياة، تم اكتشاف أحد أكثر الكنوز إثارة في التاريخ. قبالة ساحل ناميبيا في أفريقيا، حيث تمتد صحراء ناميب، اكتشف العلماء بقايا سفينة برتغالية قديمة كان مصيرها مجهولًا طوال قرون. سفينة "بوم جيسوس"، التي أبحرت من لشبونة في عام 1533م، اختفت عن الأنظار منذ حوالي 500 عام، حتى ظهرت فجأة في قلب صحراء ناميبيا، حيث كانت عمليات استخراج الماس تكشف عن هذا الاكتشاف المذهل.


في البداية، كان الظن السائد أن السفينة قد غارقت في البحر أو اختفت في البحر المفتوح، ولكن المفاجأة كانت أن بقاياها قد استقرت في صحراء تقترب من الشواطئ الجافة. وكان الاكتشاف الأكثر إثارة هو العثور على أطنان من العملات الذهبية البرتغالية والإسبانية، التي أكدت هوية السفينة وأكدت أنها كانت تحمل ثروات ضخمة. لكن الكنوز لم تقتصر على الذهب فقط، بل تم العثور أيضًا على نحو 2000 ثور نحاسي ألماني وآلاف العظام لأفيال، مما أثار المزيد من الأسئلة حول طبيعة هذه الرحلة.


بحسب التقديرات، يعتقد الخبراء أن قيمة السفينة ومحتوياتها قد تتجاوز 13 مليون دولار. قد تكون الثروات التي حملتها السفينة قد تم تخزينها هناك لأسباب تجارية، لكن كيفية وصولها إلى الصحراء تبقى لغزًا محيرًا. هل كانت السفينة قد أبحرت في طريقها نحو آسيا قبل أن تتعرض لرياح عاتية وتنجرف إلى ما هو أبعد من ساحلها؟ أم أن هناك قصة أخرى وراء ضياعها؟


سفينة "بوم جيسوس" هي واحدة من تلك الاكتشافات التي تذكرنا بأن التاريخ لا يتوقف عن المفاجآت، وأن ما نظن أنه ضاع منذ زمن طويل قد يظهر مجددًا في مكان غير متوقع، ليحيي ماضيًا كان قد طواه الزمن.

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url