قرية كمزار

 


قرية كمزار: معزولة عن العالم لكن غنية بالتراث


في أقصى شمال سلطنة عمان، حيث يلتقي البحر بالجبل وتحتضنها الطبيعة بكل عراقتها، توجد قرية كمزار العمانية، التي تُعد واحدة من أكثر الأماكن عزلة في العالم. تقع هذه القرية الصغيرة في محافظة مسندم، على مضيق هرمز، محاطة بالجبال من الخلف وبسواحل البحر من الأمام. وبسبب موقعها الجغرافي، لا يمكن الوصول إليها إلا عبر البحر أو الجو، عن طريق المروحيات.


لغة نادرة وهوية مميزة

يعيش في كمزار حوالي 2000 شخص فقط، ويُعدون من أقدم سكان المنطقة، لكن ما يميزهم حقًا هو لغتهم الخاصة، التي لا يتحدثها إلا أهل القرية. تُسمى "الكمزارية"، وهي اللغة الوحيدة غير السامية في جزيرة العرب. وعلى الرغم من كونها ليست مكتوبة، إلا أن الكمزارية تُستخدم في الحياة اليومية، ويُقال إن لهجة الكمزارية تمثل خليطًا فريدًا من الفارسية والهندية والعربية والإنجليزية، مما يضيف إلى طابعها المميز والتاريخي.


بين البحر والجبل

تظل القرية شبه معزولة عن العالم الخارجي، مما يحافظ على خصوصية أهلها وعاداتهم. ومع أن الوصول إليها صعب، إلا أن هذه العزلة جعلتها نقطة جذب للباحثين عن تجارب ثقافية فريدة، حيث يجد الزائرون أنفسهم في مكان غريب عن الزمن، مليء بالتقاليد العمانية الأصيلة، الذي لا يشبه أي مكان آخر في العالم.


بين الماضي والحاضر

قرية كمزار ليست مجرد نقطة جغرافية نائية، بل هي حلقة وصل بين الماضي والحاضر، حيث يعيش أهلها بتراثهم وثقافتهم الغنية التي تعكس تاريخًا طويلًا من التواصل والتفاعل مع مختلف الحضارات عبر البحار. يبقى السؤال: كيف استطاعت كمزار الحفاظ على لغتها وثقافتها الفريدة في عالم يتسارع نحو العولمة؟

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url